القى المدرس المساعد موفق حسين محمد - التدريسي في قسم التلوث البيئي في المركز يوم الثلاثاء المصادف 24/12/2019 في تمام الساعة 12 ظهراً على القاعة الزرقاء في المركز محاضرة بعنوان "نظم المعالجة العائمة-تقنية بيئية لمعالجة مخلفات الصرف الصحي". اوضح المحاضر ان العقود المنصرمة شهدت إستخدامات متزايدة لأنظمة المعالجة الإصطناعية "الأراضي الرطبة الإصطناعية" في تحسين نوعية دفق المياه الناتجة عن وحدات معالجة مياه الصرف الصحي والصناعي. ويعزى تعاظم هكذا تطبيقات، الى حد ما، الى زيادة معايير نوعية المياه المطلقة الى المسطحات المائية بعد عمليات المعالجة والتي تعجز وحدات المعالجة التقليدية عن تنفيذها. يمكن تعريف الأراضي الرطبة الأصطناعية على أنها أنظمة بيئية هندسية لها القدرة على تسخير وإستخدام عمليات معالجة طبيعية مختلفة للملوثات البيئية وتحسين نوعية المياه بالإعتماد على المكونين الحي وغيرالحي لهذه الأنظمة. من الناحية التصميمية، تشتمل هذه الأنظمة على عدة أنواع مختلفة تبعاً للنظام الهايدرولوجي وطبيعة الغطاء الخضري المتواجد حيث تصنف بشكل رئيسي الى الأنظمة ذات الجريان السطحي للمياه والأنظمة ذات الجريات الأرضي للمياه. ويصنف النوع الأخير الى نظامين للمعالجة (افقي وعمودي الجريان). تم إستخدام أنظمة المعالجة الأصطناعية بشكل واسع كوحدات للمعالجة الثالثة في معالجة الصرف الصحي والصناعي، وقد تم تقييم أداءها في خفض الحمل النتروجيني في دفق الصرف المعالج قبل طرحه الى مسطحات المياه الطبيعية. يعتبر إنخفاض الكلفة التشغيلية والصيانة لهذا النمط من أنظمة المعالجة أحد أهم خصائص القوة الداعمة لهذا التطبيق، لا سيما فيما يتعلق بالأنظمة ذات الجريان السطحي، إلا أن عدم توفر المساحة السطحية الكافية لنمو الكائنات الدقيقة وبالتالي تكون الغشاء الميكروبي الضروري لأداء المعالجة ومحدودية الإتصال المباشر ما بين عمود الماء وجذور النباتات في التربة تعتبر من أهم نقاط الضعف في أداء هذه الأنظمة من حيث معالجة النتروجين مثلاً.  من اجل التغلب على هذه المعوقات، تم تطوير تصميم حديث لوحدات المعالجة الإصطناعية من شأنه تجاوز نقاط الضعف أعلاه ألا وهو نظام المعالجة العائم.

تعتبر أنظمة المعالجة العائمة أحدى أنظمة المعالجة البيئة الهندسية والتي تجمع ما بين خصائص ووظائف ألأنظمة ذات الجريان السطحي وما يسمى بالجزر الطافية بهدف تحسين نوعية المياه المطلقة الى المسطحات المائية الطبيعية. تمتاز هذه الأنظمة بزيادة المساحة السطحية المهيئة لأزالة الملوثات وزيادة إمكانية الإتصال المباشر ما بين جذور النباتات وعمود الماء بدلاً من الأنغمار في محيط التربة أو الرواسب،  فضلاً عن تسخير طيفاً واسعاً من العمليات البايوجيوكيميائية الخاصة بإزالة مختلف الملوثات البيئية. عليه، فأن نظام المعالجة العائم يمثل تصميماً بديلاً وفاعلاً  في تحسين نوعية مياه الصرف الصحي والصناعي قبل طرحها الى البيئات الطبيعية.